ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير
ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير
ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير

ملتقى التنمية البشرية والتطوير الذاتي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القيادة الذاتية .. مبادئ وأهداف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سهيل عواد
مدير المنتدى
سهيل عواد


عدد المساهمات : 396
درجات : 6330
تاريخ التسجيل : 28/05/2009
العمر : 50

القيادة الذاتية .. مبادئ وأهداف Empty
مُساهمةموضوع: القيادة الذاتية .. مبادئ وأهداف   القيادة الذاتية .. مبادئ وأهداف I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 3:47 am

القيادة الذاتية .. المبادئ والأهداف
د. توفيق علي منصور



القيادة الذاتية إصطلاح حديث يدل على قدرة المدير أو القائد أو الفريق على إدارة لوقت وإنجاز الأعمال تلقائياً دون تدخل خارجي حتى يحقق الأهداف المنشودة في الوقت والمكان المناسبين وعلى أكمل وجه. ولهذا يتميز الفرد أو الفريق الذي يعمل في ظل القيادة الذاتية بعدة خصائص أهمها: القدرة على التصرف والإبداع في المواقف الحرجة والتعاون الوثيق بين أعضاء الفريق للتغلب على العوائق بالإمكانات الذاتية. وبناء على هذا تعتبر القيادة الذاتية أرقى أنظمة القيادة الديمقراطية التي حققت نجاحاً باهراً في المؤسسات التعليمية والإنتاجية وغيرها.
وربما يخلط كثير من الناس بين الإدارة والقيادة، وفهم لا يعلمون أن القيادة تعتبر أرقى مراحل الإدارة. ولتوضيح الفارق بين الإدارة والقيادة نقول:

إن الإدارة تدير الأشياء والجماد، بينما القيادة تقود الإنسان. والإدارة تطبق بالنظام، بينما القيادة تطبق على النظام، بحيث يمكن تعديله أو تقويمه أو تغييره. والمدير يأمر مرؤوسيه بتنفيذ ما يخصص لهم من مهام فيطيعوه، أما القائد فيستشير زملاءه فيما يمكن أن ينفذوه فيشتركون معه في صنع القرار ويصبحون أكثر ولاءاً للقرار الذي اتخذوه سوياً فيعملون على تنفيذه على الوجه الأكمل. والجندي أو التلميذ أو العامل أو الموظف الذي يعمل في ظل الإدارة التقليدية لا يستطيع أن يعمل ذهنه لحل مشكلة أو تدبير أمر غير مقرر له، بينما الجندي أو التلميذ أو العامل أو الموظف الذي يعمل في ظل القيادة (الذاتية) يعمل ذهنه ويبتكر ويطور في عمله في غيبة قيادته. والمدير تعيّنه إدارته، أما القائد فينتخبه أفراد الفريق على أسس من المعرفة والكفاءة وحسن الخلق. ومن الغريب أن بعض المديرين يوصون مرؤوسيهم بأن يتركوا عقولهم خارج أسوار العمل، ولا يعملون إلا ما يمليه عليه رؤساهم. أما القادة فيوصون مرؤوسيهم وزملاءهم بحرية العمل بذهن متفتح في سبيل تحقيق الأهداف. وتأتي معظم الإبداعات والتطورات والإبتكارات من القاعدة إلى القمة. وتقل المشكلات في ظل القيادة عنها في ظل الإدارة. ولهذا كله فالإدارة علم، بينما القيادة فن.وحسبنا في هذه الدراسة الموجزة أن نتعرض للمبادئ التي تنبني عليها القيادة الذاتية، ثم نحدد أهدافها وأساليب تطويرها وتقويمها حتى تكتمل الصورة عن هذا الموضوع الحيوي الحديث.
مبادئ القيادة الذاتية:
تقوم مبادئ القيادة الذاتية أساساً على قوة الموارد البشرية. ويقول في هذا المعني توماس واتسون الابن في كتابه الإدارة وعقائدها: المبادئ التي ساعدت على بناء شركة آي بي أم:
يعتمد نجاح (آي بي إم) على عقيدتها في: أن الفلسفة الأساسية والروح المعنوية والقيادة الواعية للموارد البشرية لأية مؤسسة تصنع إنجازات أكثر بكثير مما تصنعه الموارد التقنية والاقتصادية والهياكل التنظيمية والتجديد وإدارة الوقت. فأهم عقائدنا هي احترام الفرد. ولو أنها فكرة بسيطة، فهي تلعب دوراً رئيسياً في إدارة الوقت. ونبذل جهوداً مكثفة لتحقيق هذا الهدف أكثر من أي شئ آخر، إذ تعلم شركة (آي بي إم) إن القيادة الحقة تقوم على الموارد البشرية وتعمل بالموارد البشرية ولا بديل لها عن الموارد البشرية وتسعى من أجل الموارد البشرية(1).
ويعتمد النظام الاجتماعي للموارد البشرية على القيم الأخلاقية مثل التواضع والصدق والأمانة والثقة أكثر من اعتماد النظام الطبيعي على مبادئ التقنية الموارد الأولية وراس المال وغيرها. فالتواضع أرفع الفضائل، ولا يجلب الزهو إلا السقوط.
جاء في الكتاب المقدس: العهد القديم: (رأس الحكمة مخافة الله، والتواضع يجلب الشرف (الآية 33 من الإصحاح 15 من سفر الأمثال)(2). والصدق مع الذات ومع الغير، والأمانة في التعامل تجلب الثقة.
والتعاون المثمر يبدأ بالمشاركة في صنع القرار، ولا ينتهي بالتنفيذ فقط، ولا بالتغذية العكسية بإبداء الملاحظات وتقييم الأداء بل بتقويم العمل إلى الأفضل. قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان (المائدة). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا)(3). وهذا الحديث الكريم يمثل قمة التعاون بين الناس.
والعمل بروح الفريق شكل آخر من أشكال التعاون. وأبلغ مثال لهذه الروح فريق كرة القدم: فأي لاعب تتاح له الفرصة لتسجيل هدف، فليسجله، وأي لاعب تتهيأ له الفرصة للذود عن مرمى فريقه، فليفعل، بغض النظر عن موقعه في الساحة ومهمته فيها.
والتعاون هو الأصل في المنفعة المتبادلة التي قال عنها الزعيم الهندس غاندي: (المنفعة المتبادلة هي المثال الذي يحتذيه الإنسان مثل الاكتفاء الذاتي، فالإنسان كائن اجتماعي)(4).
والعمل بروح الفريق ينمي الإحساس بالمسئولية التي قال فيها الرسول الكريم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته). والإحساس بالمسئولية مبدأ هام من مبادئ القيادة الذاتية.
والقدوة من أهم المبادئ في القيادة الذاتية. يقول العالم تشارلز سي مانز:
يصبح القائد قدوة للآخرين، يتعلمون منه القيادة الذاتية عندما يسعى إلى تعليمهم كيف يقودون أنفسهم ذاتياً.. إذ يشركهم مشاركة فعالية في صنع القرار ويحاول إثارة فن القيادة الذاتية فيهم، وذلك بتوجيه الأسئلة الهادفة إليهم مثل:
كيف تقيم أداءك؟ وماذا عليك لو احتفظت بسجل لأعمالك الجيدة ولأخطائك؟ وكيف تحدد أهدافك؟ وكيف تدير وقتك لإنجاز أعمالك. وكم تكون سعيداً بالنتائج الطيبة؟ وكيف تحب عملك؟ وهل فكرت في طرق أخرى تسعدك أثناء العمل؟ وما هي الفرص التي تراها سانحة لحل المشكلات التي تواجهك؟
وعلى القائد القدوة أن يتدرج في تحميل المرؤوسين لمسئولياتهم، وتعليمهم كيف يقودون أنفسهم. وعليه أن يداوم على تشجيعهم وإرشادهم ودعم قدراتهم على تحديد أهدافهم وتفويض السلطة إليهم لبث الثقة في نفوسهم وتنمية مواهبهم في اكتساب المهارات وحثهم على الإبداع والابتكار وحسن والتصرف(5).
ويقول المولى جل وعلا: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (الأحزاب 21). فالرسول صلى الله عليه وسلم قائد يتحلى بالخلق القويم ويتميز بالقدرة على تعليم الناس كيف يقودون أنفسهم بالحسنى.
والحالة المعنوية العالية ثمرة من ثمار تطبيق هذه المجموعة من المبادئ. وترتفع الحالة المعنوية للعاملين باهتمام القيادات بمواردها البشرية. فالقيادة الحقة هي التي تقوم بالإنسان وللإنسان ومن أجل الإنسان وتدور حول الإنسان، كما سبق أن قال واتسون.
تلك هي المبادئ الهامة التي يطبقها القادة عند البدء في تحديد الأهداف، ولكنها لا تنتهي بنهاية تحقيقها، بل تمتد إلى التقييم ثم التقويم طموحاً إلى الأفضل كما سبق أن ذكرنا.
أهداف القيادة الذاتية:
الهدف الأسمى للقيادة الذاتية هو تعليم المرؤوسين لكي يقودوا أنفسهم حتى في غيبة القائد. ويقول المثل الصيني: من علمني صيد الأسماك خير ممن أعطاني سمكة(6).
ويقول جورج بيرناردشو الفيلسوف الإيرلندي الساخر:
تتمثل البهجة الحقيقية في الحياة في أن تعمل لهدف تدركه في حياتك كغاية عظمى. وأن تكون طاقة حيوية مبدعة بدلاً من أن تصبح كتلة حقيرة مصابة بحمى النرجسية والاعتلال، دائمة الشكوى من المتاعب، ومن أن العالم من حولك لا يكرس جهوده لإسعادك.
وإنني لأرى أن حياتي تنتمي إلى جماعة تعاونية طالما كنت على قيد الحياة، فإن أسمى ما أحظى به هو العمل من أجل تلك الجماعة. وأريد أن ألقى حتفي بعد أن أستنفذ كل طاقاتي، لأنني كلما عملت بجد، عشت أكثر، وشعرت بسعادة غامرة بالحياة ذاتها. فحياتي ليست مجرد شهرة لي، ولكنها مشعل رائع يضئ طريقي كل لحظة. وهدفي هو : أن أجعله وهاجاً قدر المستطاع قبل أن أناوله للأجيال الجديدة(7).
فالإنسان الطموح المؤمن بالمبادرة الذي يجعل هدفه في الحياة أن يكون نبراساً يضى للآخرين طريقهم خير من الإنسان المتواكل الذي تضئ لهم مشاعل الآخرين طريقه. ويلخص ستيفين أركوفي غايات الإنسان الطموح ذي المبادرة في أربعة عناصر موجزة:
أولها: أن أعيش راضي النفس قرير العين مطمئن البال مرتاح الخاطر، قوي البنية نقي السريرة، سعيداً بالوفرة.
ثانيها: أن أحب الآخرين وأشعر بأحساسهم ونبضهم وأحب عملي وأسرتي ومجتمعي.
ثالثاً: أن أتعلم من تجاربي وتجارب الآخرين، وأن أسعى إلى تنمية مداركي وخبراتي بشتى الطرق والأساليب العلمية والفكرية والثقافية.
رابعاً: أن أترك أثراً يذكرني به أفراد أسرتي وزملائي ومجتمعي(Cool.
ويعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن المتوفي ينقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. وهي الآثار التي يذكره بها الآخرون.
أساليب تحقيق هذه الأهداف:
جوهر تحقيق الأهداف يعود بعد تحديدها هو أن تسأل ذاتك:
ماذا أعمل؟ ولماذا أعمله؟ وكيف أعمله؟
وإذا حافظت على القيم الأخلاقية والمبادئ الطبيعية أثناء إنجاز العمل فسوف يكون تأثيري إيجابياً على كل من أخالطهم ولكي أكون مؤثراً فيمن حولي، يجب أن أضبط اتجاه مساري بالبوصلة قبل أن أضبط ساعتي في الإنجاز. فالوجهة الصحيحة أهم من معدل السرعة في اتجاه غير صحيح.
وترتيب مهامنا بحسب الأهمية أهم من الإنسياق وراء الأمور العاجلة. فترتيب أولويات مهامنا بحيث ننجز الأهم قبل المهم فيما خططنا له، هو قضية حياتنا الأساسية. ويجب ألا يشغلنا العمل المتعجل عن النظر إلى أهدافنا المخططة بحسب أهميتها.
ويجب أن ننظر إلى الآخرين بنفس المنظار الذي ننظر به إلى أنفسنا. فلا يستطيع أحد أن يأتي بتصرف سديد وهو مشغول بأخطاء الآخرين دون أخطائه هو. ومن العته أن نستمر في أداء نفس العمل الذي اعتدناه وننتظر نتائج مختلفة عما جنيناه(9).
ويجب أن يستمر تطبيق نظام القيادة بالطموحات لا بالتوجيهات، فالطموحات أقوى من التوجيهات.
سأل سائل عن المناخ الذي تبدعه طموحات القائد في الإنتاج فأجاب القائد:
يتطلب الأمر صلابة خاصة. فالطموحات أقوى من التوجيهات، وتحقق نتائج أفضل. فمن السهل أن يصدر المدير أوامره ومن الصعب أن ينمي موارده البشرية. ويتطلب الأمر من القائد القوي العزيمة أن يقود بالطموحات، وبالشجاعة في مواجهة المخاطر، وبالقدرة على تغيير السلوكيات، وبالاندفاع بين الصفوف لقيادة الفريق(10).
وسأل سائل آخر عن كيفية تطبيق هذه الفلسفة في ظل التقنية الرفيعة المستوى في عالم اليوم. فأجاب القائد:
انظر إلى ما حققته شركة آي بي إم IBM من أرباح لم يحققها أحد من قبل في العالم. فهي تطبق نظام القيادة بالطموحات، وتدعم مظاهر القوة في أيديها العاملة بدلاً من أن تركز على نقاط ضعفهم، واكتشفوا مبدأ القيادة الذاتية الذي يحفز العزيمة إلى أن تقول: أن مظهر قوتي هو عدتي!(11).
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القيادة الذاتية .. مبادئ وأهداف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مبادئ البرمجة اللغوية العصبية..
» محاضرة القيادة والنجاح
» مؤشرات القيادة التربوية الناجحة
» دورة في مهارات القيادة في ماليزيا
» إسقاط مبادئ ديمنج في إدارة الجودة الشاملة علىالتربية والتعليم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير  :: القيادة والادارة :: علم القيادة-
انتقل الى: