عدد المساهمات : 396 درجات : 6516 تاريخ التسجيل : 28/05/2009 العمر : 50
موضوع: أنا والطين الأحد مايو 31, 2009 2:58 pm
أنا والطين
سكنّا الطينَ فأغرانا اللين وطراوة المسكن ..عشنا وهماً ولم نحاول أن نحرر الطين منا أو نحرر من الطين هماً ، بدا لنا أن الطين يشبع فينا شهوة أو نمضي فيه غريزة ..احتار الطين فينا بين طهر ونجاسة .. وبين علو ودناءة وبين كره وقساوة. أما خُلق الطين طيناً لا يرجو في الدنيا خلوداً ولا في الآخرة مقراً ؟ ينعم بحبات السماء تارة وأخرى يمضيها تحت الشمس لهيباً .. ما كان يرجو في الماضي شرفاً أو منصباً ولا يطوف باحثاً بين تيه ووحل .. ما كان يرجو الطين يوماً أي قالب يعطيه شكلاً وشرفاً .. ولا تمنى أن يكتسي وجههُ تراباً. وما تمنى الطين يوماً أن ينبض في أعماقه قلبٌ ..أو يكتسي من الأثواب أنصعها . لجأت كومة الطين إلى أن تزيد صلابتها وقساوتها ..علّ الطين إذا قسا وتحجر وقف في وجه النحاتين القساة دهراً .. أو أجبر أن تسيل الوديان دون أن تترك الوديان في الطين أثراً .. كيف للطين أن يقسو وقد خلق الصخر أقسى منه وأمتن. ثار الطين على الأرض بعدما نسي أن الأرض أمه ..فأرتفع حتى عانق السحاب والمجرة .. ومضى في جلبابه يتبختر ناسياً أن للجلباب خياطاً يعرف فيه كل غرزة ويعرف فصله ..خرافي هذا الطين يحاول أن يدوس أمه بوحله. فما الطين إلا سجاناً .. أَسرَ الوهمَّ المسكين بعد أن كان حراً لا يملك أن يرفض شكلاً أو ينصهر فتأخذه التيارات كرهاً أو طوعاً .. وكيف قادته الخطايا؟ وكيف لبى كل من دعاه إثماً ؟ مل الوهم الأسير من الطين أسره .. فرحل الوهمُ تاركاً خلفهُ طلاسم على جدران السجن لم يعرف السجان ولا السجين لها حلاً. أنا والطين حياة أو ممات ،، ليت الطين لبى لي الرغبة ليشفع لي أمام القاضي الكبير أن الذنب ليس ذنبي .. إنما اللذة أقوى وأشد هولاً.. فنحن تحت ظل الدساتير مرتزقة .. ونحن أحرارٌ رغم أنف الأمس واليوم وغدره .. أمسى أمسي في كومة .. والكومة من صنع القوة العظمى .. وها نفسي ترفض أحاسيسي ونبضي وأنا لا أريد من الطين حماية أو حتى شفاعة أو شفقة. أنا أسمى من كل هذا وأعلى ، رغم طلمة سجني وقهري سوف أحيا وإن كنت في الطين ألحد.. وسأرسم لي نهاية تنتهي حيث انتهت البداية. أشهدك أيها الطين عليّ أن الذل الذي أعيش ليس ذنبي .. إنما الذل أني عشت في الطين عمري وعمره .. فأنا في البداية أو النهاية إنسان أحيا كيف أحيا ، وأموت حيث كتب لي أن أوضع في الطين مرة أخرى. ثم انتفض الطين من الغبرة والرملة وأشهد الكون كله .. أن الأقدار قد كتبت عليه الفكرة وأنه خدع بالوهم الذي زرع في جوفه وأخذ شكله .. فكان الوهم للطين وصمة عار جنت على طهره. ولكن ما كان من أمسي كان وليتني أبقى للآتين عبرة وستكون .. ولن أداس تحت أرجل المارين مهما كان ومهما سيكون .. عظيمٌ شأني مهما حقرت الدنيا والحضارات والقوة .. أحاسيسي ومشاعري وأفكاري.
من أفكار وقلم / سهيل عواد
Alaa مبدع نشيط
عدد المساهمات : 105 درجات : 5769 تاريخ التسجيل : 29/05/2009 العمر : 36
موضوع: رد: أنا والطين الأحد مايو 31, 2009 4:15 pm
يعجز اللسان عن الكلام في إبداعك يا أستاذ موفق بإذن الله
طموحه وكلي فخر
عدد المساهمات : 7 درجات : 5639 تاريخ التسجيل : 27/06/2009
موضوع: رد: أنا والطين السبت يونيو 27, 2009 7:45 pm
مشالله عليك يا أستاذي اختيارك للكلمات موفق وكذالك اسلوبك يوحي بأنك انسان تفكر وتعرف كيف لك ان تترجم مشاعرك على شكل كلمات معبرة ...
أتمنى لك التقدم الدائم وأن تستمر على هذا الوتر من الاحساس بمن هم حولك!!!
سهيل عواد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 396 درجات : 6516 تاريخ التسجيل : 28/05/2009 العمر : 50
موضوع: رد: أنا والطين الأحد يونيو 28, 2009 12:53 am