مقال الطلاق في جريدة الشرق

سهيل عواد: المطلقة تعاني نفسيا واجتماعيا حالة من عدم التوازن

يقول المستشار في الطب النفسي والخبير في التنمية البشرية سهيل عواد: الطلاق بحد ذاته حل أخير قد يلجأ إليه الزوجان في حال تعسر استمرار حياتهم الزوجية، فالطلاق حلال ولكنه أبغض الحلال إلى الله عز وجل، فهو أبغض الحلال استنادا إلى التبعات السلبية التي لا يستطيع كل من الزوجين تفاديها سواء من الناحية النفسية أو الاسرية والاجتماعية وغير ذلك، ولكنهم يستطيعون أن يوقفوا استمرار تأثيرها على حياتهم النفسية لوقت أطول مما سبق.
وإذا اردت أن أحصر رأيي من الناحية النفسية فقط لقلت ان الطلاق له موروث سلبي من جيل لآخر بيننا، إذ أن الأمر أصبح تحكمه العادات والتقاليد والاعراف وليس الدين والعلم والمنطق السليم، لذلك أصبح الطلاق له أبعاده السلبية التي تقع على كلا الزوجين من نفسيهما أو من الآخرين، يشعر الشخص المطلق بنوع من الازدراء والرفض الاجتماعي دون اسباب واضحة او مقنعة لمجرد أن هذا الامر تم تناقله بشكل سلبي من جيل لآخر، أو لمجرد أوهام تعيش في رؤوسنا اكتسبناها من تجارب سابقة أو قصص مرت علينا أو غير ذلك.
اما عن المخاطر النفسية أو يمكن لنا أن نسميها الآثار السلبية على أفراد الاسرة المطلقة بدءا من الزوجة المطلقة ثم الزوج ووصولاً للأبناء يقول: المرأة المطلقة تعاني نفسياً واجتماعياً حالة من عدم التوازن، عندما كتبت كتابي الجديد "عبقرية التميز" الكتاب الذي يتحدث عن نظرية الاتزان في حياة الانسان والتي تشكل توازنا في أهم سبعة جوانب وهي الروحانية والذاتية والعلمية والعائلية والعملية والاجتماعية والمالية، ولهذا نجد أن الطلاق يؤثر على جانب أو عدة جوانب في حياة المرأة وخاصة الناحية الذاتية والاجتماعية وقد يصل الامر إلى الناحية المالية وغير ذلك.
ويضيف: يعاني كل من المرأة المطلقة والرجل المطلق أيضاً ذكريات وتجارب ماضية مرت بهما، وقد توصل العلم الحديث في مجال العلاج النفسي والارشاد إلى حلول عظيمة في تغير تأثير هذه الاحداث على حياتنا لتستمر بنا الحياة دون منغصات تأتينا بين الحين والآخر من الذاكرة، أو ربما من الأشخاص الذين حولنا إنها اطر تحصينية رائعة للعلاج وقيادة الذات والتحكم بالنفس وإعادة توجيه مسار الحياة لرؤية أفضل وأهداف أعظم.
ويتابع متحدثا عن مدى قدرة المرأة على تحمل هذا القرار فيقول: كل انسان معرّض للتحديات والمشاكل والمصاعب في الحياة وربما كل يوم، ولكن الشخص الذي يحسن قيادة نفسه هو الشخص الذي يستطيع ويتمكن من أن يخرج نفسه من تأثير الصدمة بأسرع وقت ممكن، إن لم يستطع بنفسه استعان بأهل الخبرة والدراية، الصدمة لابد منها فالله تعالى قدر وما شاء فعل، والله تعالى لا يقدر إلا الذي به الخير سواء عجبنا هذا الأمر أو لم يعجبنا، لو فكرت كل إنسانة أو انسان مر بمحطة الطلاق بأنها مجرد محطة وأنه لا يزال في العمر بقية وأن هناك محطات كثيرة بانتظاره وربما أن المحطات القادمة لا يصلح أن يصلها برفقة شريك حياته السابق، وإن الله تعالى أراد له مكانة عظيمة لا يمكن أن يصلها إلا إذا مر بمحنة الطلاق وصبر، هناك الكثير من جوانب الحياة الأخرى تحتاج إلى اهتمام وتحتاج إلى كل التركيز وتحتاج إلى الانطلاق من جديد سواء على الصعيد العلمي أو العملي أو الصحي أو غير ذلك، ربما تكون فرصة جديدة أو باب خير لا يعلم به إلا الله تعالى.
ويشدد الدكتور انه على كل مطلقة أن تستشير مرشداً نفسيا، أقول مرشداً نفسياً لا طبيباً نفسيا، لعله يكشف لها الغطاء عن بعض ايجابيات التجربة التي مرت بها، ولكل تجربة ايجابيات، ولعله يوجهها بالشكل الصحيح الذي لن تندم بإذن الله بعده، إن المرأة التي تفكر في الانتحار هي امرأة ضعف ايمانها وقل توكلها على خالقها الذي أرسل لها زوجها الأول، فكيف لا يرسل لها زوجاً غيره أفضل منه، إن المنتحرين اناس فقدوا الامل لفقدهم التفاؤل والايجابية اللذين يحثنا ديننا الحنيف عليهما "تفاءلوا بالخير تجدوه".

جزاك اللة كل الخير ،الطلاق اخر الحلول وأصعب القرارت من وجهة نظري والمرأة تتحمل
النتائج حتى وأن كانت مظلومة ،لذا تحاول بكل الطرق والوسائل المحافظة على الحياة
الزوجية والاسرية .

احسنتي اختي زهرة اللوتس
وكمل قلتي فإن للزوجة دور كبير في الحفاظ على هذا المركب من غرق الطلاق
نسأل الله كل ما فيه الخير
واشكر تعقيبك
وجزاك الله كل الخير