ولان الصحة تعادل الحرية والدفق غير المعوق للطاقة , تستطيع ان تدرك ان بأمكانك التدخل في صحتك بجعل نفسك مريضا بالتأثير في اكثر المستويات شفافية وادنى من المستويات المادية )
جاك شوارتز
تنفرد حياتنا الحاضرة بالصخب والسرعة , وتموج بالاضطرابات والمشكلات التي تصادف الشباب والشيوخ على السواء , الامر الذي يولد الضيق والتيرم بالحياة فتصبح عبئا ثقيلا على ذوي الاحاسيس المرهفة , لذلك يجب علينا ان نصطنع فلسفة افضل لحياتنا , ونأخذ النفس بالحيلة والتنظيم العقلي , وفرض الرقابة على افكارنا , والاقلاع عن الافكار التي تورثنا القلق , وعلينا الا نفكر في ما يتعبنا الا عندما تكون الحاجة ماسة لهذا التفكير. وبقدر المستطاع , علينا ان ننصرف الى سماع الموسيقى , او القراءة المفيدة , ولا سيما عند المساء , حتى نتمكن من الرقاد بهدوء واطمئنان , ونجدد خلايانا وننشط غددنا , ونهدئ اعصابنا .
واذا اردنا ان نجد حلا لمشاكلنا , علينا ان نجلس , ونبدأ بالتفكير القائم على اسس البحث العلمي في نواحي المشكلة بشجاعة , ثم نسجل ما نراه في صالح هذه المشكلة , ونكتب امامنا ما يخالفها , ثم نقارن بينهما بأمانة , ونخرج من المقارنة بما نراه ملائما للظروف المحيطة بها .
واذا نظرنا بهدوء وإدراك الى المسائل التي تورثنا القلق والضيق والغم , لتبين لنا انها تافهة اذا قارناها بغيرها من عظائم الامور , ومتاعب الحياة .
يجب ان نقابل بهدوء كل ما يصادفنا من متاعب , وان نتعود على الصبر , حتى يتناقص التوتر العصبي بصورة تدريجية . فالغضب يؤدي الى الاندفاع , ويبدل الحياة بؤسا بعد الهناء , وشقاء بعد السعادة , فضلا عن تشنج الاعصاب , واضعاف الصحة , وقد يهتاج الغاضب فيموت بنزيف في المخ او بسكتة قلبية , لذلك , علينا ان نعتاد على كظم غيضنا , وان نستشعر الحلم , ونصرف خيالاتنا المريضة , وان نفكر بروية وتعقل , ونتساءل بهدوء ما الذي سيحدث آخر الامر في اسوأ الاحوال , فإذا قدرنا ذلك اقنعنا انفسنا بأن هذه النهاية لن تكون فظيعة الى الحد الذي نتوهم .
ولنعلم ان غيرنا لديه من المتاعب ما هو اكثر منا , ولنستمد البهجة مما نملك ولو كان قليلا , وعلينا ان ننظر الى الحياة نظرة تفاؤل , فلا نرى الا الفرح والصحة والنجاح والامل الباسم .
والطاقة عند الانسان , كالحرارة تعلو وتهبط تبعا للمسؤليات التي تلقى على عاتقه . وتبعا لنظام حياته وطعامه وشرابه وراحته . لذلك يجب ان نعمل , عند الحاجة , على تجديد طاقاتنا التي هبطت , وذلك بالراحة والاسترخاء في القرية , او على شاطئ البحر , والتتره والمرح , كما يجب ان نقلل من اوقات عملنا المجهد , وان نمارس الرياضة المناسبة , حتى نسترجع ما خسرناه من طاقاتنا .
ومن اعراض هبوط طاقاتنا , ان نشعر بالتهيج في اعصابنا, ونتصور ان مرؤوسينا يبطئون في تلبية اوامرنا , او ان رؤساءنا يضطهدوننا , فيحتد مزاجنا , ونصبح سريعي التأثر , ونشعر ان سحابة من الضيق والغموض بدأت تكتنف اجواء تفكيرنا , ونجد ان سئمنا من الحياة , كل ذلك يضعف طاقتنا, ويؤدي بنا الى الامراض اذا استمرينا في هذه الحالة المتردية , ولكن اذا نوعنا نشاطنا , ومارسنا اي نوع من الرياضة , ثم استرحنا واسترخينا , فأن اعصابنا تقوى وتشتد , ويعود الينا الهدوء والاتزان والحكم الصحيح على الامور .
ان حياتنا من صنع ايدينا وافكارنا , لذلك يجب :
1- ان نسعى للوصول الى النجاح في كل اعمالنا .
2- ان نصنع حياة ملؤها الامل .
3- ان نبعد الشك , والحسد , والغضب , والغيرة , والمرض , من قاموس تفكيرنا .
4- ان نقوي ارادتنا , ونطرد الافكار الشريرة , والوساوس , والاوهام .
5- ان نتعلم كل يوم شيئا جديدا مفيدا .
6- ان نسافر ونتنزه , ونمارس الرياضة الملائمة .
7- ان نكون واقعيين انشائيين جادين في اعمالنا .
8- ان نفعل الخير , دون ان ننتظر شكرا او اجرا .
9- ان لا نبتئس ونيأس اذا لم نحصل على كل ما نريد.
10- ان نواجه متاعبنا بشجاعة وصبر , ولا نهرب من معركة الحياة .
11- ان نتعلم الهدوء وان نستبدل صفاتنا السيئة بصفات مستحبة .
12- ان نهتم بمشكلات الاخرين , ونظهر عواطفنا نحوهم .
13- ان نفكر دوما قبل الذهاب الى النوم فيما مر في يومنا , ونستخلص عظة وعبرة .
14- ان نفكر في الصحة , والسعادة والهناء , والقوة والنشاط .
15- ان نجلس كل يوم في مكان هادئ ونتأمل في الوجود وما فيه من مخلوقات وجمالات.