مهمتهم التي ارتضوها في الحياة هي تأريق الفريق الذي يعملون فيه.. تجدهم في كل مكتب، وفي كل مجموعة عمل، هم أشكال وألوان من الأشخاص تضطرك الظروف للتعايش معهم، فتجد منهم من يقاطع أفكارك باستمرار، ومن يحاول جذب الأضواء ولو بنسبة عمل شخص آخر لنفسه، والنتيجة فريق عمل متنافر محصلة إنتاجه قد تضعف لتصل للصفر.
إليك أهم أشكال هؤلاء المؤرقين، وكيف تتعامل معهم، كي لا تكون أحدهم:
ا
لسيد معترض: شخص يحترف تدمير أفكار الآخرين، حتى أثناء تداولها في جلسات العصف الذهني التي يفترض بها طرح كل المقترحات بسعة أفق، فيظهر السيد معترض فجأة ليقف في وجه أية فكرة تغير من الوضع القائم.
التعامل المناسب مع هذا الشخص يكون بالصبر على الإدلاء بتعليق، وعدم الحكم على حديثه حتى ينتهي منه تماما، فأنجح الأفكار تخرج من تلاقح آراء عدة أشخاص.. أضف لذلك ضرورة التحلي بالدبلوماسية في عرض الآراء المتناقضة، وتذكر: إذا كان تعليقك نقدا فليكن بناء.
السيد سارق الأضواء: شخص باحث عن الشهرة، يتحدث بصيغة "أنا والفريق"، ويحاول دائما أن ينسب كل جهد جماعي لنفسه ومهاراته، ليبهر رؤساءه.
للتعامل مع هذا الموقف: كن لاعبا يتمسك بروح الفريق؛ تكسب زملاءك ورؤساءك.. وإذا حققت نجاحا يُمتدح فقم فورا بشكر كل من عاونك للوصول لهذا الإنجاز على الملأ.
السيد متفلسف: شخص يضحي عادة بوضوح الكلام فيما يكتب أو يقول، بحثا عن الظهور بمظهر المتخصص، فيصر على استخدام عبارات ومصطلحات غارقة في التخصص، بل ويعمد إلى استخدم لغة أهل المهنة التي قد تشوش بألفاظها الرسالة التي يود أن تصل لمتلقيه.
ولتفادي الوقوع في مأزق التفلسف إليك أربعة مفاتيح أساسية: كن بليغا، مركزا، واضحا، ومباشرا في كل ما تقول أو تكتب؛ لتقلص مساحة سوء الفهم ممن حولك.
إذا حدث وكان لديك شك في أن من تحادثه لا يستوعب ما تقول، فأعد صياغته بشكل أكثر بساطة.
سيد الرد الإلكترونية: مدمن الرد على أي رسالة بخاصية الرد للجميع "Reply all"، متخصص في إرسال نسخة من كل رسالة يرسلها "Cc" لكل فريق العمل، فيصيب صندوق الوارد لدى كل الفريق بالتخمة برسائل غير مهمة.
أضف إلى ذلك كونه يصنف الرسائل الأقل من عادية على أنها غاية في الأهمية، ويثقل أي رسالة بحجم ضخم من المرفقات غير الضرورية فيعيي أجهزة الكمبيوتر في تحميلها دون جدوى.
وللتغلب على هذه الأزمة حاول كسر العادة، ولا تعتمد بشكل كلي في التواصل مع فريق عملك على البريد الإلكتروني، فبعض الحوارات والمناقشات يمكن أن تدار عبر التليفون، أو في لقاءات شخصية.
السيد مزعج: لا يلقي بالا لفترات هدوء العاملين معه، أو فترات تركيزهم، فإن لم يكن بمكتبك فهو يطلب عونا سريعا في شأن ما، وهو يتجول بالمكان متحدثا في جواله بصوت عال، أو يدير حوارا جانبيا مع أحد الزملاء، بل قد يكون باجتماع وينقر على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بصوت مرتفع يؤرق كل الجالسين.
وللتعايش مع هذا الإزعاج لا تجعل سخونة المنافسة وضغط العمل يفقدك كياسة المؤمن وفطنته، بل سخر مهاراتك التواصلية والآداب العامة لبناء علاقات عمل صحية مع زملائك.
السيد سارق الفرح: العمل بالنسبة له يجب ألا يحمل أي نوع من البهجة، لا له ولا لغيره بالتأكيد، وبالتالي فهو يترصد أي محاولة لإدخال جو من البهجة على فريق العمل ليقمعها على الفور.
ولمواجهة هذه المشكلة حاول أن تمتلك روح الدعابة، ولا تخف من أن تطلق النكات الساخرة -ولو عنك شخصيا- كل فترة، فالنكتة الجيدة قد تساعدك في توطيد علاقة طيبة، أو إرساء خلق معين بين فريق العمل، والأهم أنها تخفف وطأة التوتر والشد العصبي في أوقات العمل الضاغط.
منقــــــــــــــــــــول