عملية التوجيه
مضمون عملية التوجيه الإداري تتلخص في الكيفية التي يستطيع بها القائد دفع أفراده للعمل بأقصى طاقتهم وذلك في إطار منهج ملائم يحقق من خلاله إشباع رغباتهم أو تحقيق أهدافهم .
وتتضمن عملية التوجيه العناصر التالية :
أولا :- القيادة
تعتبر القيادة روح العملية الإدارية وجوهرها لأن القيادة الناجحة تساهم في تحقيق الإدارة الناجحة والعكس صحيح . كما أن القائد لابد أن يكون شخصا قادرا على توجيه وإرشاد مرؤوسيه بأسلوب يجعلهم يتقبلوا هذا التوجيه من أجل تحقيق الهدف المشترك .
وترتكز عملية القيادة على خمسة أركان هي :
1- جماعة من الأفراد .
2- قادة بارزين .
3- مرؤوسين .
4- عملية اتصال .
5- هدف يراد تحقيقه .
وهناك أنماط مختلفة للقيادة حسب طبيعة القائد . هي :
القيادة الديموقراطية : والتي تعتمد على الاهتمام بالعلاقات الإنسانية بين الأفراد و مشاركتهم جميعا في اتخاذ القرار .
القيادة الأوتوقراطية : والتي يستخدم فيها القائد السلطة الرسمية كأداة يتحكم بواسطتها في مرؤوسيه لإجبارهم على تنفيذ العمل .
القيادة الأبوية : والتي تعكس الروح التي يتعامل بها القائد مع المرؤوسين كتعامل الأب مع أبناءه .
القيادة الموقفية : ويتحدد النمط القيادي طبقا لنوعية الموقف .
ولأهمية موضوع القيادة تعددت النظريات التي تدور حول هذا الموضوع ومن أهم نظريات القيادة ما يلي :
1- نظرية السمات : وتفترض هذه النظرية أن القائد الكفء يجب أن تتوافر فيه عدد من السمات الشخصية " السمات العقلية و البدنية والوجدانية والاجتماعية".
2- النظريات السلوكية : وترتكز على الاهتمام بسلوك القائد الإداري أثناء ممارسته للعمل واهتمامه بالعاملين .
3- نظريات الموقف : وترتكز على أن القيادة تتفاعل والبيئة المحيطة بها وبذلك فإن الفاعلية القيادية هنا ترتبط بحسب ا لمواقف ومتطلباتها .
4- نظرية التقاليد : وترتكز على تفسير السلوك القيادي في المنظمة تفسيرا اجتماعيا مردودا إلى العادات والتقاليد في مجتمع ما .
5- نظرية الرجل العظيم : وتعتمد هذه النظرية أساسا على وجود أفراد يولدون عظاما وبذلك فإن لهم الأحقية في القيادة .
ثانيا :- الحفز الإنساني
حتى نعرف كيف نحفز الأفراد يجب أن نعرف معنى السلوك الإنساني .
فالسلوك الإنساني هو مجموعة من التصرفات والأعمال التي يقوم بها الفرد في حياته اليومية لموجهة مقتضيات الحياة ويتحكم فيه ثلاثة مبادئ هي :
1- مبدأ الهدف .
2- مبدأ الحفز أو الدفع .
3- مبدأ السببية .
والحفز هو الذي يحرك وينشط سلوك الفرد لإشباع حاجات ورغبات معينة من أجل تحفيز حالات التوتر المصاحبة لنقص إشباع تلك الحاجات .
وحتى يتم فهم هذه الحاجات بعمق والتنبه للعوامل المؤثرة فيها ومن ثم اختيار الحوافز المناسبة لإشباعها لابد من الأخذ بعين الاعتبار بمبدأ الفروق الفردية وعنصر الزمن والخبرات السابقة والجارية . وقد عنيت الكثير من الدراسات والبحوث بموضوع الحفز وإشباع حاجات العاملين للوصول إلى أعلى درجة من الإنتاجية والكفاءة .
ثالثا :- الاتصالات الإدارية
ويقصد بهذه العملية نقل وتبادل المعلومات بين أجزاء المنظمة المختلفة حتى يتوحد الهدف وتنسق المفاهيم .
وتتطلب هذه العملية وجود أربعة عناصر وهي :
المرسل ، المستقبل ، أداة لنقل الرسالة ، والغرض من الاتصال . ويتوقف نجاح الإدارة على مقدرة المدير والعاملين معه على فهم بعضهم البعض ، فالاتصال الجيد يساعد على أداء الأعمال بطريقة أفضل وبالتالي إحداث التغييرات المطلوبة .
وهذه الاتصالات تكون على نوعين : اتصالات رسمية واتصالات غير رسمية .
وتصنف الاتصالات الرسمية إلى :
1- الاتصال المتجه إلى أسفل كالأوامر المكتوبة المتعلقة بطبيعة العمل .
2- الاتصال الشفهي كالاجتماعات والمؤتمرات .
3- الاتصال الكتابي كالمذكرات والمنشورات المطبوعة .
رابعا :- عملية الرقابة " تقييم الأداء "
إن الوظيفة الإدارية للرقابة هي التعرف على مدى كفاءة المرؤوسين عن طريق قياس الأعمال والتأكد من أن الأهداف قد تحققت وفقا للخطة الموضوعة .
وهناك مجموعة من الخطوات الواجب إتباعها في تقدير الأداء :
1- تحديد السياسة وإبلاغها لجميع أفراد المنظمة .
2- اختيار الطريقة التي ستتبع في التقدير .
3- تدريب الأشخاص الذين سيكلفون بوضع التقديرات .
4- تطبيق السياسة .
5- تحليل النتائج .
فعملية الرقابة وما تتضمنه من تقييم تتطلب استعداد القائد ة الفرد لهذه العملية . وتحديد تصوير جوانب القوة والضعف لدى الأفراد فيما يتعلق بمسؤوليات أعمالهم الحالية مما يوفر التغذية الراجعة لهم فيدفعه لتحسين أدائهم .
وأيضا تحديد مسار العمل المستقبلي ووضع الأهداف المحددة له ثم وضع استراتيجية للأساليب التي تستخدم للوصول إلى هذه الأهداف وعلى حسب الأداء يتم مكافأة الأفراد وعدم ذلك .
عملية اتخاذ القرارات
إن عملية وضع واتخاذ القرار عملية خطيرة تمس الحاضر وتغير الواقع وتمتد بآثارها إلى المستقبل لذا لابد أن تقوم على دراسة متأنية تستند إلى قاعدة واسعة من المعلومات المتخصصة والدقيقة .
فهي عملية تشمل أجزاء المنظمة وأفرادها بشكل عام لذا لابد وأن تقوم على طريقة علمية سليمة .
وتمر بخطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة وتشخيص الحالة وجمع المعلومات والتحقق البدائل المطروحة وتحليلها وصولا إلى اختيار البديل الأفضل وإصدار القرار .
والقرارات الإدارية لا تكون من نوع واحد بل أنها تختلف حسب أهميتها لقرارات استراتيجية خاصة بمستويات الإدارة العليا وقرارات تكتيكية خاصة بمستويات الإدارة المتوسطة وقرارات روتينية خاصة بمستويات الإدارة الدنيا .
وأيا كان نوع القرار ونوع الإدارة التي تصدره لابد وأن يكون قرارا إداريا فعالا صادرا من هيئة إدارية فعالة بحيث يتحلل في النهاية إلى عمل مبدع يتحقق من ورائه أهداف المنظمة والأفراد على السواء .
تعليق
إن دفع الآخرين إلى تحقيق أهداف معينة هي عملية من المهارة والإبداع بحيث أنه قد لا تتوفر حتى لأكثر المديرين خبرة ومعرفة بالجانب المهني من الإدارة إذ لابد من معرفة الجانب العلمي حتى يسهل فهم الأفراد وبالتالي دفعهم إلى العمل .
ومن هنا نستخلص أن المدير الناجح أو الإدارة الفعالة هي الإدارة التي تملك قدرا واسعا من المعرفة الإدارية وتملك قدرا موازيا من المهارة والإبداع .
وقد كان كتاب " طريقك إلى الإدارة الفعالة " للمؤلف عبد الفتاح دياب حسين والذي قمت بتقديم خلاصة له شامل لجميع المعلومات الإدارية بحيث يجد فيه الدارس أو المتخصص في مجال الإدارة كم هائل من المعلومات الإدارية والتي صاغها بأسلوب سلس وبلغة سهلة مع اهتمامه بتوضيحها في أغلب الأجزاء بالرسوم والأشكال البيانية ، وقد حاول الكاتب جهده ليقدم هذا الكتاب وبهذه الصورة من أجل تقديم المعرفة والفائدة فجزاه الله كل خير .
منقول للفائدة