ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير
ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير
ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير

ملتقى التنمية البشرية والتطوير الذاتي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نظرات في كتاب جاك ولش " من القلب"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سهيل عواد
مدير المنتدى
سهيل عواد


عدد المساهمات : 396
درجات : 6269
تاريخ التسجيل : 28/05/2009
العمر : 50

نظرات في كتاب جاك ولش " من القلب" Empty
مُساهمةموضوع: نظرات في كتاب جاك ولش " من القلب"   نظرات في كتاب جاك ولش " من القلب" I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 05, 2009 12:58 pm

نظرات في كتاب جاك ولش " من القلب"


جاك وِلش Jack Welch هو رئيس شركة جنرال إلكتريك General Electric المعروفة من عام 1981 وحتى عام 2001 (عشرون عاما). حقق هذا الرجل الكثير من النجاحات لجنرال إلكتريك وكانت له بصمات إدارية مميزة. لذلك فإنه عند تقاعده من رئاسة جنرال إلكتريك ألف كتابين يلخص فيهما حياته وأفكاره الإدارية وصار يلقي محاضرات عن الإدارة في شتى بقاع الأرض. فهو رجل لا يستهان به ولا بخبرته التي لا تتوفر إلا لعدد محدود على وجه الأرض.

في هذه المقالة نتعرض لكتابه الأول: جاك- مباشرة من القلب Jack- Straight from the Gut وهو كتاب يستعرض فيه حياته وخبراته. لن أقوم بتلخيص الكتاب ولكنني أحاول عرض ومناقشة وتحليل بعض الأفكار المثيرة في هذا الكتاب.

مرحلة الصبا وبناء الثقة

كان جاك ولش يمارس لعبة هوكي الجليد في مدرسته الثانوية (في الولايات المتحدة) وفي يوم من الأيام خسر فريقه للمرة السابعة على التوالي. هذه الخسارة أصابته بالإحباط الشديد فقذف بعصا الهوكي على الأرض بانفعال ثم توجه لغرفة تغيير الملابس. كان باقي الأولاد يخلعون أدوات التزحلق وفجأة فُتح الباب ودخلت أمه واتجهت إليه رأسا وأمسكته من ملابسه وقالت له بحدة: إذا لم تعرف كيف تخسر فلن تعرف أبدا كيف تفوز، وإذا لم تكن تعرف ذلك فعليك ألا تلعب! يقول جاك ولش أن أمه كانت أكثر شخصا أثر فيه وأنها علمته كيف يتنافس وكيف يستمتع بالفوز ويتقبل الهزيمة وهو ما أصبح جزءا من شخصيته التي قادت تلك المؤسسة الكبيرة.


استوقفني هذا الموقف البسيط خاصة أن كثيرا من الآباء والأمهات في بلادنا – هذه الأيام- يحرصون على مشاركة أبنائهم في الألعاب الرياضية والمنافسة على المراكز الأولى. ولكن فكرة تقبل الهزيمة وتعلم الروح الرياضية تكاد تكون غير متوفرة عند الأمهات والآباء أنفسهم. فعندما تحضر مسابقة رياضية لأطفال في سن صغيرة تجد الأمهات والآباء في أشد الانفعال وربما وصل الأمر للبكاء إذا لم يحقق الابن مركزا من المراكز الأولى ويتطور الأمر إلى توبيخ الابن وتعنيفه أمام الناس على مستواه المتواضع. هل هذا يبني شخصا متوازنا نفسيا يستطيع تخطي الصعاب؟

سمى جاك ولش الفصل الأول من كتابه “بناء الثقة بالنفس” وفيه أوضح تأثير نصائح أمه وتوجيهاتها عليه طوال حياته. ويعتقد هو أن أكبر شيء أعطته له أمه هو “الثقة بالنفس” ويضرب لذلك أمثلة. عندما كان صغيرا كان يعاني من تلعثم أو عدم وضوح للنطق Stuttering وهو شيء استمر معه بعد ذلك عندما كبر. المهم أن أمه كانت تقول له: إن هذا بسبب أنك ذكي جدا…لا يمكن لأي لسان أن يلاحق عقل مثل عقلك. ويذكر أنه بعدما أصبح رجلا ورأى صوره مع الفرق التي كان يلعب معها في فترة الصبا -بما في ذلك فريق لكرة السلة- لاحظ أنه كان دائما أقصر طفل في الصور ومع ذلك فهو في ذلك الوقت لم يكن يشعر بضآلة حجمه مقارنة باللاعبين الذين يلعب معهم. ويعزو جاك هذا لما كانت أمه تعطيه دائما من ثقة وتشجيع.

انظر أين بدأ تكون هذا القائد الذي قاد شركة عملاقة يعمل بها مئات الآلاف حول العالم. الثقة بالنفس منذ الصغر. وانظر كيف يقوم الكثير من الآباء والامهات والمعلمين والمعلمات بتحطيم الثقة بالنفس لدى الأطفال. قد يكون الطفل صحيحا سليما ذكيا ولكنه يجد والديه باستمرار يشعرونه بأنه غبي أو ساذج ثم يكتمل التحطيم باستهزاء المعلم منه أمام زملائه. ربما كان نجاحك في تعلم علم ما بسبب تشجيع المعلم لك عندما كنت في المدرسة وربما كان فشلك في تعلم علم ما بسبب توبيخ المعلم لك عندما كنت طفلا. الثقة بالنفس تجعل الإنسان يبتكر وينفذ ويقود فهو يظن أنه شخص قادر على التفكير والحديث والقيادة. وأظن ان هذا هو السبب في أن شباب صغير في أمريكا قد يأتي بأفكار غير مسبوقة وينشيء شركات عملاقة بينما نحن نكون في سن متقدمة وربما نخاف من مجرد عرض أفكارنا فلربما وبخنا رئيس المؤسسة أو استهزء بنا.

ويقول جاك ولش أن الثقة بالنفس هو أمر كان يبحث عنه ويحاول بناءه في أي مدير عمل معه. ويقول أن بناء الثقة بالنفس لدى الآخرين هي جزء كبير من القيادة وأنها تأتي من إتاحة الفرص وتحميس الآخرين للقيام بأشياء لم يكونوا يتخيلوا أن يستطيعوا القيام بها ثم مكافأتهم على ذلك. أنا أتفق تماما معه في ذلك فإنك كلما شجعت المرؤوسين ومنحتهم فرصة للتفكير والتطوير والتنفيذ ووفرت لهم الدعم المناسب فإنك تحصل على نتائج رائعة وهم يكتسبون ثقة بالنفس وشعورا رائعا بالرضا الوظيفي.

نشأ جاك ولش في بلدة اسمها “سالم” في محافظة ماساتشوستس بالولايات المتحدة وهو من أصول أيرلندية. كانت عائلته متواضعة علميا وماديا فوالده كان يعمل كمفتش بالسكة الحديد ولم يكن أي من أبويه قد حصل على -ما يعادل- الثانوية العامة. عمل جاك ولش في مرحلة الشباب (من سن السماح بالعمل إلى ما قبل التخرج) في أعمال عديدة مثل حمل الحقائب للاعبي الجولف caddying، توصيل الجرائد، في متب البريد في موسم العطلات، وفي بيع الأحذية في أحد الأسواق التجارية وعمل في مرحلة الجامعة في العديد من فرص العمل (التدريب) الصيفي بالشركات.

قد يتعجب القارئ من عدد الأعمال التي عملها صاحبنا وهو مازال طالبا ولكن في الواقع فهذا هو المعتاد في الولايات المتحدة -وفي بلاد كثيرة – فالطلبة كلهم تقريبا يعملون في الصيف وبعضهم قد يعمل أثناء الدراسة (أي في الشتاء) كذلك. وهنا أحب أن أشير إلى فوائد العمل الصيفي حيث أنها تُكسب الشاب خبرات متعددة في التعامل مع الآخرين والبيع والشراء وتعوده على الكفاح والعمل. فالعمل الصيفي ليس مجرد وسيلة يتكسب بها الشاب الفقير ولكنها وسيلة لاكتساب خبرة تدوم مدى الحياة.

مع الأسف فإننا لا نهتم بمسألة عمل الشباب في الصيف ولا نرضى لأبنائنا بالأعمال المتواضعة ونعتبر عملهم بها إهانة وهذا يُفوت عليهم فرصا وخبرات كثيرة. بل إن العمل في المهام البسيطة مثل بائع في سوق تجاري أو الأعمال اليدوية يجعل الشخص يتفهم ما يعانيه العامل البسيط فيكون أكثر قدرة على العمل كمدير في المستقبل. قارن بين شخص يتخرج من الجامعة كل مؤهلاته هي قدرته على المذاكرة ولكنه لم يعمل مرة واحدة في حياته وشخص عمل في الصيف في أعمال مختلفة لمدة ست أو سبع سنوات. إن الأخير قد عمل لما يقارب عام ونصف واكتسب خبرات مختلفة وجرب أنظمة عمل مختلفة. لا شك أن هناك فارق كبير.

التحق جاك بجامعة ماساتشوستس (ليست المعهد الشهير) وهي جامعة ليست مرموقة في ذلك الوقت ودرس الهندسة الكيميائية. بعد ذلك التحق بجامعة إلينوي لدراسة الماجستير ثم الدكتوراة في نفس التخصص أي الهندسة الكيميائية وكانت هذه الجامعة في ذلك الوقت من أفضل خمس جامعات بالولايات المتحدة في هذا التخصص. يذكر جاك ولش بعض الأساتذة الذين تبنوه وساندوه في حياته الجامعية. وتزوج جاك ولش لأول مرة في عام 1959 وحصل على الدكتوراه في العام التالي.

شعر جاك ولش أن ميوله ليست في البحث العلمي والتدريس بالجامعات ولكن في العمل الذي يجمع بين العلم والتجارة. شيء جميل أن تعرف ما تريد. تلقى جاك ولش عرضا للعمل في جنرال إلكتريك في تطوير تكنولوجيا جديدة -حينئذ- في مجال البلاستيك. وبالفعل قَبل هذه الوظيفة حيث أعجبه فريق العمل ورئيس الفريق السيد فوكس والذي كان رجلا مخترعا في مجال البلاستيك. وبدأ جاك ولش العمل في هذه المؤسسة في أكتوبر 1960.

في المقالة التالية إن شاء الله نستكمل رحلتنا مع هذا الكاتب وهذا الكتاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرات في كتاب جاك ولش " من القلب"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار عن الموجات العقلية من كتاب " على أبواب الملحمة " للدكتور صلاح الراشد
» ملخص كتاب " كيف تصبح مديراً عاماً "
» القلب هو القلب والقبر صندوق العمل ْ !
» قائد الأعمال العبقري للقرن العشرين "جاك ولش"
» فن العلاج بالطاقة"الريكي"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الاستاذ سهيل عواد للتنمية والتطوير  :: التنمية البشرية والتطوير الذاتي :: ملتقى الابجاث والدراسات-
انتقل الى: